الحرة 24 الإخبارية :
يحكى أن احد رؤساء وزراء اسبانيا سابقا، أشعل سيجارا ضخما في حفل الأوبرا، اقترب منه أحد ضباط حرسه وأخبره أن التدخين ممنوع في الأوبرا، فقال له رئيس الوزراء : من قال ذلك؟ فقال الضابط : القواعد يا سيدي...هل لاحظت أحدا بين الجمهور يدخن؟ هم رئيس الوزراء قائما وصاح بأعلى صوته، موجها حديثه إلى كل الجمهور: أيها السادة...التدخين مسموح به الليلة في الأوبرا"
قد يتساءل البعض ما علاقة هذا المثال بما يحدث لحفار القبور، صحيح اختلفت الأحداث والأشخاص، ذاك شخص صنعته تلك الأحداث، حتى وإن كانت تتحكم فيها الحنكة السياسية والشخصية الكاريزمية، بينما في عالم الكرة القاسمية، أشخاص وليس شخص لا علاقة لهم لا بالرياضة ولا بالتسيير "قطر" بهم سقف مدينة استبيح فيها كل شيء، لذلك فهؤلاء سمحوا لمن هب ودب خدش صورة "الإيسكا" بأظافر أياد تفتك كل يوم وليلة "المحمر" ولا تثقن إلا ملء الجيوب كل أسبوع بالخمسينات، وسمحوا لأنفسهم تمريغ الفريق ضدا في تاريخه المجيد، ومن ليس له تاريخ فلا مجد له، فواقع الحال لا يترك المجال للمزيد من العبث، ولا مزيد في إهدار الوقت، ومن كانت انطلاقته غير صحيحة، حتما سيصل إلى نقطة وصول خاطئة، أو كذلك الذي لا يعلم عما يبحث، حتما لن يجد ما يريده، فالشارع القاسمي يغلي والرئيس يدري، غير أنه لا يهتم لهذه الأصوات التي تنادي في كل لحظة برحيله بشرف، قبل أن يكرر ما قاله المرحوم بنعلي"فهمتكم" وذلك اسوأ سيناريو لا نريده لك أيها الرئيس.
لا أدري بأية درجة يمكن أن نصنف المسؤولين عن الفريق، بالمقابل يمكن أن نقول بأن الجمهور القاسمي الحقيقي والغيور فعلا على هذا الفريق العريق، يعي جيدا ما يقع للفريق، يعرف كل صغيرة وكبيرة رغم ضعف التواصل أو انعدامه لمكتب يضم من بين أعضائه من لهم دراية في هذا المجال، أتساءل كما الآخرين، ما يضير المكتب في تنوير الرأي العام الرياضي القاسمي بما يحدث للفريق؟ ماذا يحدث في دهاليز او الغرفة المظلمة للفريق؟ كل ما يحدث لحفار القبور منذ انطلاق الموسم الرياضي الحالي يسائل الجميع، مكتب مسير-غير مرغوب فيه-، جمعيات رياضية، قدماء لاعبي اتحاد سيدي قاسم، والجهات المانحة"لي ضاربة الطم" واخرى تستخدم "الرموت كنترل" متى وانى تشاء، كل ما يحدث يفتح الباب على مصراعيه لكل التأويلات، من جهة أخرى عدم وضوح المهام والاختصاصات بين أعضاء المكتب، لا نعرف من هو المخاطب الرسمي، ناهيك عن تداخل وتدخل أطراف في أمور التسيير وهم لا يفقهون فيه شيئا، والأكثر من هذا، هم أصل العشوائية والارتجالية التي وضعت الفريق في المنحدر الخطير، وبين كماشة "الكماشة".
في الحقيقة لا أريد الغوص في أمور أخرى ربما تزيد في تعقيد الوضع، فلا زال هناك متسع من الوقت الكافي لتصحيح المسار، نحن في البداية، فمن كانت انطلاقته خاطئة، لن يصل الى وجهته الصحيحة، او كما قال احد المفكرين"اذا كنت لا تعلم عما تبحث فانك لن تجد ما تريد، وهؤلاء لا نعلم ماذا يريدون من هذا الفريق، كفاكم ما فعلتم السنوات الخالية،"خليتوها على الفريق والمدينة والميزانية"، لا زال الوقت أمام من له غيرة على الميدنة والفريق،لإعادة النادي والفريق إلى سكته الطبيعية، ولا بأس أن يتسع صدر المكتب والمسؤول الأول على الفريق لانتقادات الجمهور، فلولا حبه للفريق لترك لكم الجمل بما حمل، ولا بأس أيضا في الاستعانة بأطر قاسمية -لن أسميها تفاديا لأي خندقة مع جهة ما- مستعدة لوضع تجربتها رهن إشارة النادي، لتجاوز هذا الوضع الذي يسير نحو الاحتقان إذا لم يعالج في بدايته، فكرة الثلج تكبر يوما بعد يوم، والفكر الأحادي "طارت معزة" لن يزيد الوضع إلا استفحالا، بل المطلوب هو الأسلوب، والرجل هو الأسلوب، أي رجل المرحلة، رجل الإنقاذ، الذي لن يكون السياسي ولا الاقتصادي ولا الاجتماعي، بل الرياضي القح...إيوى لي ما كيفهمش في الكرة يعطيها التيساع....ولي بغا يدير السياسة يبعد من الكرة....
ملحوظة: سبق نشره مع بعض التعيدلات.
تعليقات
إرسال تعليق