الحرة 24 الإخبارية : الرأي
من اين يمكن البدء في مناقشة الموضوع،هل من واقع الحال بتأمل المدرسة ومستوى تحقيقها للجودة،أم من مدرسة مفترضة ننتظر حصولها؟
أم لا هذا ولا ذاك وإنما من طبيعة العلاقة التي يفترض أن تقيمها المدرسة مع عدة اطراف لها علاقة بها ونجاحها أو فشلها ينتظر أن يبحث فيها،اسئلة قلقة نادرا ما ينظر فيها جميعا أو نادرا ما يتم البحث فيها بشكل موضوعي وبحياد تام.
وعلى الرغم من أن الجودة مفهوم نسبي فإن اغلب الدراسات التي اهتمت بالتنظير لها ربطتها بارضاء الزبون.وحيث ان زبناء المدرسة متعددون ،افراد وجماعات ومؤسسات فينبغي ان ننظر اليها اولا في علاقتها بالتلميذ،هل تستجيب لانتظاراته،هل توافق قدراته واستعداداته، هل تلبي حاجاته العقلية والاجتماعية والنفسية؟هل يجد دافعية في الإقبال عليها؟هل تحقق لديه لذة فيقيم معها حبا؟
وبعده المدرس الذي يقيم معها علاقة تتسم في الغالب بالتوتر او اللامبالاة،فما الذي يمنع من ان يقبل عليها وهو يحس بلذة الانتماء فينفق عليها من طاقاته ما ينفق على بيته واسرته ووطنه مستشعرا رغبة لا تقاوم في العطاء.وبعد المعلم هناك المجتمع بسؤاله عما تجسده المدرسة من آمال واحلام وتطلعات ،وعن مستوى انخراطها في دينامية المجتمع وقدرتها على المساهمة في تحقيق التنمية بكل أبعادها.
ثم الجودة التي ترتبط بشروط موضوعية تتمثل في الملكات التي تنميها والقدرات والكفايات التي تدعمها،علما بان المدرسة الجيدة هي التي تساهم في صنع الانسان الفاعل في التطور الانساني المالك لقدرات الابداع والخلق الذي لا يركن إلى الجاهز او الذي يقتات على موائد الغير.
وهذا ما يجعل تحقيق مدرسة الجودة مرهونا بمنهاج يوفر كل شروط النهوض،ذلك المنهاج الذي يصنعه الخبراء ويستمعون فيه الى راي عامة الشعب،وليس الحرفيون او العلماء فقط او المهنيون،ذلك ان المدرسة الجيدة هي التي تهتم بصناعة الانسان وليس التي تكتفي بتوفير الشروط له.
بعد هذا كله تجويد المدرسة العمومية الذي تحكمه شروط بيروقراطية او بصنع تحت الطاولة وبالتدليس لن يكتب له النجاح لانه اشبه بما سبقه من منتديات الاصلاح ،هو جعجعة ولا طحين.يحضره الناس في مشهد احتفالي يحقق الفرجة ولا شيء غيرها.
الدكتور التادلي الزاوي
تعليقات
إرسال تعليق